سبب إختيار إسم الفريق صورة الحاج محمد بنجلون ، مؤسس الوداد
في إجتماعات تأسيس النادي ، تم إقتراح عدة أسماء, و في إحدى تلك الإجتماعات حضر أحد الأعضاء متأخرا ، و برر تأخره بعد الإستفسار أنه كان يشاهد فيلما سينيمائيا لأم كلثوم عنوانه وداد و تزامن مع هدا الجواب إنطلاق زغرودة من أحد البيوت المجاورة لمكان الإجتماع ، تفاءل بها المجتمعون ، و كانت النتيجة إقتراح و إختيار إسم الوداد الرياضي إسما للنادي بدون إدراج كلمة
البيضاوي لأن النادي يمثل جميع المغاربة وليس فقط سكان الدار البيضاء.
الرئيس المؤسسالحاج محمد بنجلون من الجماعة الأولى المؤسسة لنادي الوداد الرياضي و أبرز إسم فيها و هو من الرعيل الأول المتعلم تعليما عصريا حصل على الباكالوريا سنة 1933 و إلتحق بباريس من أجل الدراسة العليا في تخصص التجارة ، عاد إلى المغرب سنة 1935 و نشط داخل جمعية قدماء تلاميذ الدار البيضاء و داخل بعض الجمعيات الرياضية. و لما أسس المرحوم الحاج محمد بن جلون نادي الوداد كان على رأس أول مكتب مسير لهذا النادي. بقي الحاج محمد على رأس الوداد منذ تأسيسه سنة 1937 إلى سنة 1942. لكن إنسحاب هذا الرجل من المسؤولية لم يكن يعني إنسحابه من النادي فقد إستمر إلى حين إلتحاقه بالرفيق الأعلى أبا للوداد و الوداديين و ذاكرة و مرجعا فياضا حول تاريخ هذا الفريق و رجاله و لا يكاد يذكر إسم نادي الوداد عند الخاص و العام إلا و يذكر معه إسم المرحوم الحاج محمد بنجلون.
الأب جيكو صورة الأب جيكو ،أول مدرب للوداد
الأب جيكو هو محمد بن الحسن التونسي العفاني من مواليد سنة 1900 ببلدة ايسافن القريبة من مدينة تارودانت. إطلاق لقب "جيكو" لم يكن من المغاربة بل جاء من صحافي فرنسي كان قد شبه محمد بلحسن بلاعب إسمه جيكو كان يلعب باليوس و قال في معرض مقاله بأن محمد بلحسن يلعب بنفس الطريقة التي يلعب بها جيكو. كان ممارسا رياضيا مارس كرة القدم في صفوف عدة أندية. كان الأب جيكو من المثقفين البارزين في وقته و من الرياضيين المتوفرين على إلمام واسع بالرياضة حيث كان يثقن عدة لغات برز إسمه كأول صحفي رياضي مغربي. أول من استفاد من حنكة و عبقرية الأب جيكو هو فريق الوداد تسييرا و تدريبا حيث وجد فريق الوداد في الأب جيكو الرجل الكفؤ فهو مدرب تشكيلات الوداد الأولى و هو العقل المدبر لمسيرة الوداد في بدايتها ، حيث كان الأب جيكو في تدريبه للوداد لا يتنازل عن سلطته كمدرب فهو الوحيد الذي يعرف تشكيلة الفريق قبل اي مقابلة. توفي الأب جيكو رحمه الله سنة 1970 تاركا وراءه ذكرى طيبة على المستوى الأخلاقي و الإنساني.
الشعار السابق للناديوداد أسطورية اللاعب الكبير الأسطورة شتوكي الذي رفض الإنضمام لنادي برشلونة الإسباني مفضلا الواجب الوطني.
بفضل جدية اللاعبين و تفاني المدرب و تضحيات المسيرين إستطاعت الوداد في ظرف وجيز من تأسيسها أن تصبح ذلك الفريق الذي يحسب له ألف حساب و تألق نجومها في سماء كرة القدم ليصبحو مضرب الأمثال في أسرار اللعب الجماعي و مفاتيح تقنيات اللعب الفردي و نموذج التكامل و الانضباط لتشريف قميص الوداد ذلك القميص الذي تحول بمعنى من المعاني إلى علم للوطن وراءه كل المغاربة. كان المغرمون بكرة القدم يتناقلون أساطير و ينقل بعضهم إلى بعض أثناء نقاشاتهم و مسامراتهم حول كرة القدم، أسطورة الحارس
ولد عائشة الذي إحتار الخصوم في قدراته الدفاعية عن مرمى الوداد و كيف أن تحديه دفع ببعضهم إلى وضع كرة مضرب في فوهة مدفع و صوبها إتجاهه لكنه إلتقطها بمهارة و عن لاعب الوداد الآخر الذي ضرب الكرة في الملعب إلى الأعالي و إستمرت في التصاعد إلى أعلى و لم تبدأ في النزول إلا بعد خروج اللاعب من مستودع الملابس بعد تناوله طعام الإفطار إلى غير ذلك من الأساطير التي رددت كثيرا في حق اللاعبين و المدرب و كلها أساطير تحمل في مغزاها الإعجاب الكبير الذي كان يكنه الجمهور المغربي لفريق الوداد في فترة الحماية و الثقة الكبيرة التي كان قد وضعها في لاعبي الفريق و الساهرين عليه تدريبا و تسييرا. كانت الصحافة خصوصا في نهاية الأربعينات و بداية الخمسينات حافلة في صفحاتها الرياضية بالحديث عن الوداد و عن لاعبي الوداد و إلتقت في هذا الإعجاب صحافة المستعمر مع صحافة الحركة الوطنية و نعتت بعض الصحف الوطنية فريق الوداد بكونه مجموعة من الأساتذة يلقون على خصومهم أمام جماهير الميادين دروسا في فقه كرة القدم و احتار عدد من الصحفيين في وصف تقنيات و طرق لعب بعض عناصر الوداد فاضطرو إلى تشبيهها بأعمل الجن و الخوارق! و كمثال نقتطف فقرة من مقال كتبه الصحفي و الأديب
أحمد زياد في أحد أعداد جريدة العلم تقول هذه الفقرة :
فقد بدأ الثالوث ادريس و عبد السلام و الشتوكي يلقون درسا في فقه كرة القدم و كان درسا عمليا توفق فيه الفقهاء الثلاثة غاية التوفيق...وتصدى عبد السلام يقوم بأعمال لايقوم بها إلا الرهط الأسود في حكاية سيف بن ذي يزن... إن نادي الوداد الرياضي يبقى ذلك الفريق المغربي الوحيد الذي إستطاع أن يصل إلى قلوب الأصدقاء و الأعداء فبدأ الجميع في نسج الحكايات الخيالية و الأسطورات مشبها لاعبي الوداد بأبطال العديد من الأساطير.
نادي الوداد في ملعب فيليب ملعب فيليب سنة 1988
تأسس نادي الوداد الرياضي سنة 1937 حيث تزامن هذا التأسيس مع قمع الحركة السياسية المغربية. و طيلة الفترة التي عانى فيها العمل السياسي المغربي من القمع كان على المغاربة أن يخلقوا مقاومة بديلة, فاهتدوا إلى الرياضة و إلى كرة القدم على الخصوص. فالوداد أسس بدافع المقاومة, فقد جمع نادي الوداد المغاربة حوله فوحدهم ضد خصومهم و خصوم الوطن حيث أصبحت الوداد هي المدافع الوحيد عن شرف المغرب قي ظل قمع الوطنيين من طرف الإستعمار. حيث أصبحت الوداد تقاوم الإستعمار بأسلحتهم و على ميادينهم و بسلاح كرة القدم التي كانت لغة يفهمها الفرنسيون. لقد مثلت الوداد في فترة الحماية ، التيار الوطني على الواجهة الرياضية ، فكان كل المغاربة وداديون, و بقدر ما كان هذا الفريق يحصل على الألقاب بقدر ما كانت شعبيته في تزايد. و كان حين يضرب لاعب من فريق الوداد الكرة, يعتبر المتفرج المغربي تلك الضربة و كأنها في جسد خصمه الفرنسي. لقد كان المغاربة في فترة الإستعمار ممنوعين من التجمعات و المظاهرات ، فهيأ لهم فريق الوداد شروط التظاهر و التجمعات و جعلهم يجتمعون في الملاعب رافعين شعارات تهتف بحياة الوداد ظاهريا و بسقوط خصومها و وراءهم الفرنسيون باطنيا ، فبدأ المستعمرون يحسبون لفريق الوداد ألف حساب و أصبح إنتصار هذا الفريق يقع على المستعمرين كالصاعقة التي زاد من حدتها رؤيتهم للوداد كأول فريق يخوض البطولة بمجموعة وطنية ضد فرق فرنسية.
ملعب فيليب (ملعب العربي بنمبارك حاليا)
كانت الجماهير تهتف للوداد في كل مدن المملكة سواء منتصرا أو متعادلا أو منهزما. و قد كانت هذه الجماهير تتعرض للإستفزاز من طرف المستعمر الذي وصل به الحقد إلى حد تطويق الملاعب أثناء مباريات الوداد بالدبابات لتخويف الجمهور. لقد كان أي شخص ينتمي للوداد يعني في نظر المستعمر أنه وطني مقاوم، فقد كان توقيع أي لاعب مع الوداد يعني إختيار صف الوطنية و عداوة الإستعمار. و كمثال على هذا فقد حاول فريق
سطاد الفرنسي إستقطاب ثالوث الوداد :
إدريس و
عبد السلام و
الشتوكي إلى صفوفه بمبلغ مالي مهم دون جدوى, كما حاول ذلك نادي برشلونة الإسباني فبعث خمسة من مسيريه للتفاوض مع الوداد بشأن هذا الثالوث وعرض مبلغا ماليا كبيرا في وقته فكان جواب الثالوث واضحا :
الواجب الوطني أغلى من أي عرض.
سجل بطولات الفريق أول نهاية كأس العرش موسم 56/57 ـ المرحوم محمد بنجلون مع المرحوم الملك محمد الخامس
ملعب محمد الخامس الذي يحتضن معظم مباريات الفريق وغريمه التقليدي نادي الرجاء الرياضي